سورة طه
السورة:
20
عدد الآيات:
135
مكان النزول:
مکة
ترتيب النزول:
45
الأسماء:
سورةطه، سورةالکلیم، سورةموسی

طه

طه: حرفان من الحروف المقطعة. اختلفوا في معناه، قال أكثر المفسّرين: إنّ معناه: يا رجل؛ يعني النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم. و قال البعض معنى قوله طه: (يا فلان). [1]







أسماء السورة

سورة طه، سورة الکليم، [2]سورة موسي. [3]

وجه التسمية

«سورة طه»؛ قد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لابتدائها به. [4]

«سورة الکليم»؛ سميت بذلک لذکر قصّة المکالمة بين موسي و ربّه فيها.

«سورة موسي»؛ [سميت بذلک] لاشتمالها على قصّته مفصّلة.[5]

عدد الآيات

هي مائة و خمس و ثلاثون آية.[6]

عدد الکلمات

هي الف و ثلاثمائة و إحدى و أربعون كلمة.[7] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الکلمات القرآنية مختلفة)

عدد الحروف

هي خمسة آلاف و مائتان و اثنان و أربعون حرفا.[8] (الجدير بالذکر أن الأقوال في عدد الحروف القرآنية مختلفة)

أغراض السورة

الغرض من هذه السورة حثّ النبي صلي الله عليه و آله على الصبر على ما يلقاه من إعراض قومه عن دعوته؛ و لهذا افتتحت بأنه لم ينزل عليه القرآن ليشقى إذا لم يؤمنوا به، لأنه ليس عليه إلا أن يذكّر به من يخشى، فإذا لم يؤمنوا به فلا شي‌ء عليه من عدم إيمانهم؛ ثم قصّ عليه بعد هذا قصّة موسى من أوّلها إلى آخرها، ليتأسّى بما كان من ثباته أمام فرعون، و من صبره على عناد بني إسرائيل؛ ثمّ قصّ عليه بعدها قصّة آدم، ليحذّره ممّا وقع فيه بسبب التعجّل و عدم الصبر على الابتلاء و الاختبار؛ ثم ختمت السورة بحثّ النبيّ صلي الله عليه و آله على الصبر كما افتتحت به. [9]

المحتوي و الموضوعات

إنّ سورة (طه) برأي جميع المفسّرين نزلت في مكّة، و أكثر ما يتحدث محتواها عن المبدأ و المعاد كسائر السور المكّية، و يذكر نتائج التوحيد و تعاسات الشرك.

في القسم الأوّل، تشير هذه السورة إشارة قصيرة إلى عظمة القرآن، و بعض صفات اللّه الجلالية و الجمالية.

أمّا قسم الثّاني الذي يتضمّن أكثر من ثمانين آية فيتحدث عن قصة موسى عليه السّلام، من حين بعثته، إلى نهوضه لمقارعة فرعون الجبار و أعوانه، إلى مواجهة السحرة و إيمانهم. ثمّ إغراق اللّه فرعون و أتباعه بصورة إعجازية، و نجاة موسى و الذين آمنوا به.

ثمّ تبيّن حادثة عبادة بني إسرائيل للعجل، و المواجهة بين هارون و موسى و بين بني إسرائيل.

و في القسم الثّالث جاءت بعض المسائل حول المعاد، و جانب من خصوصيات القيامة.

و في القسم الرّابع الحديث عن القرآن و عظمته.

و في القسم الخامس تصف الآيات قصّة آدم و حواء في الجنّة، ثمّ حادثة وسوسة إبليس، و أخيرا هبوطهما إلى الأرض.

و في القسم الأخير، تبيّن السورة المواعظ و النصائح، لكل المؤمنين، مع توجيه الخطاب في كثير من الآيات إلى نبي الإسلام صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.[10]

الفضائل، الخواص و ثواب التلاوة

أبي بن كعب عن النبي صلي الله عليه و آله قال:‌ من قرأها أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين و الأنصار.

أبو هريرة عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال:‌ الله تعالى قرأ طه و يس قبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا طوبى لأمة نزل هذا عليها و طوبى لأجواف تحمل هذا و طوبى لألسن تتكلم بهذا.

و عن الحسن قال: قال النبي صلي الله عليه و آله: لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا يس و طه‌.

و روى إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال‌: لا تدعوا قراءة طه فإن الله سبحانه يحبها و يحب من قرأها و أدمن قراءتها و أعطاه يوم القيامة كتابه بيمينه و لم يحاسبه لما عمل في الإسلام و أعطي من الأجر حتى يرضى‌.[11]

محل النزول

سورة طه مكية. [12]

زمان النزول

نزلت سورة طه بعد سورة مريم، و نزلت سورة مريم فيما بين الهجرة إلى الحبشة و حادثة الإسراء فيكون نزول سورة طه في ذلك التاريخ أيضا.[13]

جوّ النزول

تبدأ هذه السورة و تختم خطابا للرسول صلى اللّه عليه و سلم ببيان وظيفته و حدود تكاليفه .. إنها ليست شقوة كتبت عليه، و ليست عناء يعذب به. إنما هي الدعوة و التذكرة، و هي التبشير و الإنذار. و أمر الخلق بعد ذلك إلى اللّه الواحد الذي لا إله غيره. المهيمن على ظاهر الكون و باطنه، الخبير بظواهر القلوب و خوافيها.

و بين المطلع و الختام تعرض قصة موسى عليه السلام من حلقة الرسالة إلى حلقة اتخاذ بني إسرائيل للعجل بعد خروجهم من مصر، مفصلة مطولة؛ و بخاصة موقف المناجاة بين اللّه و كليمه موسى و موقف الجدل بين موسى و فرعون. و موقف المباراة بين موسى و السحرة ... و تتجلى في غضون القصة رعاية اللّه لموسى الذي صنعه على عينه و اصطنعه لنفسه، و قال له و لأخيه: «لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى‌» .. و تعرض قصة آدم سريعة قصيرة، تبرز فيها رحمة اللّه لآدم بعد خطيئته، و هدايته له. و ترك البشر من أبنائه لما يختارون من هدى أو ضلال بعد التذكير و الإنذار. و تحيط بالقصة مشاهد القيامة. و كأنما هي تكملة لما كان أول الأمر في الملأ الأعلى من قصة آدم. حيث يعود الطائعون إلى الجنة، و يذهب العصاة إلى النار. تصديقا لما قيل لأبيهم آدم، و هو يهبط إلى الأرض بعد ما كان! و من ثم يمضي السياق في هذه السورة في شوطين اثنين:

الشوط الأول يتضمن مطلع السورة بالخطاب إلى الرسول- صلى اللّه عليه و سلم- «ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى‌. إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى‌ ...» تتبعه قصة موسى نموذجا كاملا لرعاية اللّه سبحانه لمن يختارهم لإبلاغ دعوته فلا يشقون بها و هم في رعايته.

و الشوط الثاني يتضمن مشاهد القيامة و قصة آدم و هما يسيران في اتجاه مطلع السورة و قصة موسى. ثم ختام السورة بما يشبه مطلعها و يتناسق معه و مع جو السورة.

و للسورة ظل خاص يغمر جوها كله .. ظل علوي جليل، تخشع له القلوب، و تسكن له النفوس، و تعنو له الجباه .. إنه الظل الذي يخلعه تجلي الرحمن على الوادي المقدس على عبده موسى، في تلك المناجاة الطويلة؛ و الليل ساكن و موسى وحيد، و الوجود كله يتجاوب بذلك النجاء الطويل .. و هو الظل الذي يخلعه تجلي القيوم في موقف الحشر العظيم: «وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً» .. «وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ» ..

و الإيقاع الموسيقي للسورة كلها يستطرد في مثل هذا الجو من مطلعها إلى ختامها رخيا شجيا نديا بذلك المد الذاهب مع الألف المقصورة في القافية كلها تقريبا.[14]

الترتيب في المصحف

هذه السورة هي السورة «العشرون» من القرآن بترتيب المصحف.

الترتيب حسب النزول

هذه السورة هي السورة «الخامسة و الأربعون» من القرآن حسب النزول و نزلت بعد مريم.[15] (الجدير بالذکر أن الأقوال في ترتيب السور القرآنية حسب النزول مختلفة)

العلاقة مع السورة السابقة

ختم الله سبحانه سورة مريم بذكر إنزال القرآن و أنه بشارة للمتقين و إنذار للكافرين و افتتح هذه السورة بالقرآن و أنه أنزله لسعادته لا لشقاوته‌.[16]

الخصوصية

افتتحت السورة بالحروف المقطعة و هي من العتاق الأول. روى البخاريّ عن ابن مسعود أنه قال. في بني إسرائيل، و الكهف، و مريم، و طه، و الأنبياء: إنّهنّ من العتاق‌ الأول‌، و هنّ من تلادي.‌[17]

و هذه السورة من المئين. قال ابن قتيبة: [المئون] هي ما ولي الطّول، و إنّما سمّيت بالمئين، لأنّ كلّ سورة تزيد على مائة آية أو تقاربها.[18] قيل: تلک السور هي «الإسراء و الكهف و مريم و طه و الأنبياء و الحج و المؤمنون».[19] و قيل: هي «البرائة و النحل و هود و يوسف و الکهف و الإسراء و الأنبياء و طه و المؤمنون و الشعراء و الصافات».[20] قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أعطيت السبع الطول مكان‌ التوراة و أعطيت المثاني مكان الزبور و أعطيت المئين مكان الإنجيل و فضلت بالمفصل‌. [21]

و بين المطلع و الختام تعرض قصة موسى عليه السلام من حلقة الرسالة إلى حلقة اتخاذ بني إسرائيل للعجل بعد خروجهم من مصر مفصلة مطولة؛ و بخاصة موقف المناجاة بين اللّه و كليمه موسى و موقف الجدل بين موسى و فرعون. و موقف المباراة بين موسى و السحرة ... و تتجلى في غضون القصة رعاية اللّه لموسى الذي صنعه على عينه و اصطنعه لنفسه، و قال له و لأخيه: «لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى‌» ..[22]

[1]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج‌4، ص 229

[2]جمال القراء و كمال الإقراء، ج‌1، ص 199

[3]الإتقان فى علوم القرآن، ج‌1، ص 204

[4]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌5، ص 231

[5]بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز، ج‌1، ص 311

[6]التفسير الكبير: تفسير القرآن العظيم (الطبرانى)، ج‌4، ص 229

[7]نفس المصدر

[8]نفس المصدر

[9]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌5، ص 231

[10]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج‌9، ص 522

[11]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌7، ص 3

[12]نفس المصدر

[13]الموسوعة القرآنية، خصائص السور، ج‌5، ص 231

[14]فى ظلال القرآن، ج‌4، ص 2326-2327

[15]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص 136

[16]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‌7، ص 4

[17]الإتقان فى علوم القرآن، ج‌1، ص 222

[18]زاد المسير فى علم التفسير، ج‌4، ص 141

[19]دراسة حول القرآن الکريم، ص ??

[20]التمهيد في علوم القرآن، ج1، ص313

[21]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج‌1، ص 34

[22]فى ظلال القرآن، ج‌4، ص 2326